كان انتقال الجزائري يوسف البلايلي إلى الترجي الرياضي آواخر شهر جانفي 2018
بمثابة المفاجأة السارة لجماهير الأحمر والأصفر والمدوية للمتابعين للساحة الكروية
في تونس فلاعب الوسط الهجومي وبعد تجربة أولى مع الترجي بين 2012 و 2014
عاش مستجدات مثيرة وأوضاعا خطيرة في مسيرته، وتعرض للإيقاف لمدة عامين
(2015-2017) بعد ثبوت تعاطيه مواد محظورة رياضيا عندما كان يلعب لفائدة اتحاد
العاصمة الجزائري ثم انتقل إلى “أنجي” الفرنسي بعد استيفاء مدة العقوبة ولكن
تجربته تلك لم تعمر طويلا ليفسخ عقده ويظهر من جديد في تونس بالقميص الذي
كان شاهدا على انطلاقته الأولى.
ولم يحتج البلايلي إلى الكثير من الوقت ليثبت أنه الصفقة الأبرز للترجي لا فقط في
الميركاتو الأخير وإنما في المواسم القليلة الماضية عندما قاد فريقه لإستعادة مستواه
اللافت والإقتراب من حسم لقب البطولة والتأهل لدور المجموعات في رابطة أبطال إفريقيا..
وفي حوار مطول تحدث البلايلي بمنتهى الصراحة عن ظروف عودته غير المنتظرة
للترجي كما تطرق إلى الفترة الصعبة في مسيرته الكروية وايقافه عن النشاط
وكشف أهدافه وطموحاته الراهنة كما لم يغفل الحديث عن مستوى بطولة
الرابطة الأولى ودوافع أسبقية الترجي والعودة القوية للإفريقي فضلا عن ملفات أخرى..
*لم يطرح اسمك كثيرا خلال أسابيع الميركاتو الشتوي لا في الترجي ولا في البطولة
التونسية كيف كانت العودة وأية دوافع وراء تجديد التجربة مع الأحمر والأصفر؟
-لم تكن العودة إلى تونس مطروحة بالنسبة لي على الأقل إلى نهاية العام 2017 وفسخ
عقدي بسرعة مع “أنجي” الفرنسي فقد دامت التجربة هناك 4 أشهر فقط واضطررت لفسخ
الإرتباط بعد أن علمت أنها لن تضيف لي الكثير لعدة اعتبارات.
الإتصالات مع إدارة الترجي بدأت في منتصف شهر جانفي 2018 وسأفاجئك حين أقول إنها
لم تدم طويلا فقط كانت هناك بعض الجزئيات متعلقة بوضعيتي الإدارية والقانونية أما
بخصوص الإتفاق مع رئيس النادي حمدي المدب ورئيس فرع كرة القدم رياض بالنور
فالأمور كانت سريعة وناجعة.. تم الإتفاق رسميا بعد الإطلاع على وضعيتي القانونية
والتأكد من كوني مؤهلا لخوض التجربة.
الحقيقة أني عشت فترة صعبة في السنوات الأربع الأخيرة وتحديدا منذ مغادرتي
للترجي في 2014 بطريقة لم أكن أرغب أن تحصل وبالتالي عودتي الآن بمثابة رغب
في ارجاع دين للأحمر والأصفر الذي عرفت معه أولى بداياتي في 2012 وبلغت معه
نهائي رابطة الأبطال في ذلك الموسم.
*بعد شهر ونصف على انطلاق تجربتك الثانية في الحديقة “ب” كيف تقيم أداءك إلى
حد الآن وهل هناك نقاط اختلاف بين الترجي في (2012-2014) وحاليا؟
-بالنسبة إلى الترجي الرياضي لم تتغير الكثير من الأشياء تركت الفريق يسيطر على
كل شيء في تونس ويراهن على المسابقات القارية وعدت لأجد تقريبا نفس الوضع
مع اختلاف في الأسماء.
الترجي حافظ على ثوابته وتقاليده وهناك اجماع كبير على تحقيق الهدف ا لذي
يسعى إليه الجميع منذ سنوات وهو التتويج برابطة الأبطال 2018.
بالنسبة لي أعتقد أني “ماحشمتش” مسؤولي الفريق والمدرب خالد بن يحيى
والجماهير وقدمت إلى حد الآن في 5 مباريات بمستوى أرى أنه مرضي ولو أني
لم أبلغ بعد ذروة جاهزيتي بحكم فترة الراحة التي خضعت لها وعدم خوضي الكثير
من المباريات مع أنجي الفرنسي في تجربتي الأخيرة.
يوسف البلايلي لم ينته كرويا مثلما اعتقد الكثيرون بعد الفترة الصعبة التي عشتها
في السنوات الثلاث الأخيرة لدي الكثير لتقديمه وبمرور المباريات سأكون أكثر فعالية
ونجاعة وهذا طبعا يتطلب بعض الوقت وتقدم المنافسات والرهانات وهذا مخططي
بالتنسيق مع المدرب خالد بن يحيى.
*هل كان بينكما حديث بخصوص ظهورك سريعا وتحولك إلى محرار مستوى الترجي؟
-طبعا الكوتش خالد بن يحيى يعرفني وتحدث معي كثيرا حتى قبل أن انطلق في
تجربتي الحالية ورغم أني أعتقد أن نجاح كل فريق هو عمل جماعي لكل اللاعبين
والجهازين الفني والإداري ودعم الجمهور فإن خالد بن يحيى أكد لي أنه يعول كثيرا
على امكانياته وعزيمتي الكبيرة للنجاح واعادة اكتشاف نفسي
الآن خضت عددا قليلا من المباريات ولا يمكنها أن تكون مقياسا حقيقيا وآمل أن تكون
اضافتي أكبر في الإستحقاقات القادمة وخاصة في رابطة الأبطال.
*قلت منذ قليل إن الترجي لم يتغير كثيرا وظل وفيا لثوابته.. هل تغير يوسف
البلايلي بين 2012و 2018؟
-(يفكر قليلا) نعم تغيرت كثيرا أصبحت أكثر هدوء من البدايات..عندما جئت إلى
الترجي في جوان 2012 كان عمري 20 عاما لم ألعب في المستوى الأول سوى
فترة قصيرة مع مولودية وهران جئت للترجي وهو يعج آنذاك بالنجوم مثل أسامة
الدراجي ويوسف المساكني ونيانغ وغيرهم، وكان من الصعب أن أحصل على
فرصتي منذ البداية..
لعبت فترة قصيرة إبان إشراف نبيل معلول ثم مع ماهر الكنزاري وأخيرا مع رود كرول
وتوجت رغم قلة مشاركاتي